كلنا يتذكر فيلم عادل إمام" النوم العسل" الذي قدمه النجم الكبير عادل إمام حول المشكلة التي يعانى منها الرجال في مصر من مشكلة صحية, ورفضت الحكومة الاعتراف بها فما كان من النجم الكبير إلا أن ذهب إلى مجلس الشعب وخلفه الآلاف من الرجال يصرخون في نفس واحد" آه آه آه" حتى تشعر الحكومة ونواب الشعب بما يعانوه ,
يذكرنا هذا المشهد بجماهير الاهلى الغاضبة في لقاء الأمس أمام شبيبة القبائل والتي ثارت ثورة عارمة ضد المدير الفني حسام البدري بسبب طريقة إداراته للمباريات التي أثبتت فشله منذ بداية الموسم الحالي .
وكان لسان حال جماهير الاهلى بالأمس هو لسان حال الرجال العاجزين فى فلم "النوم في العسل " بعد أن ملوا من تبريرات البدري الغير مقنعة التي يخرج بها البدري عقب كل فشل الاهلى سواء في الدوري او بطولة أفريقيا ووقوف مجلس الإدارة بقيادة حسن حمدي موقف المتفرج العاجز عن اتخاذ قرار حاسم يعيد الفريق الى مساره الصحيح .
فبالنظر لطريقة إدارة البدري لمباريات الاهلى منذ بداية منافسات الموسم الحالي يتضح تماما إنه يفتقد للمرونة التكتيكية التي كانت أهم مميزات مانويل جوزيه المدير الفني السابق للفريق فعندما يجرى تغييرات تكون بطريقة كلاسيكية بحته لا تحدث اى تطوير في أداء الفريق
فمثلا بالأمس أمام الشبيبة الفريق الجزائري يلعب ب10 لاعبين منذ أخر خمس دقائق في الشوط الأول ومع ذلك أصر البدري على استمرار طريقة اللعب كما هي ورفض تطوير الأداء باللعب براسي حربه فعندما أصيب احمد فتحي توقع الجميع أن يدخل احمد حسن كبديل لينتقل شريف عبدالفضيل للجانب الأيمن ويلعب احمد حسن كصانع اللعاب ويتقدم جدو كراس حربة ثاني بجوار فضل لكن هذا لم يحدث ونزل احمد السيد ليستمر البدري باللعب بأحمد السيد ووائل جمعة كمدافعين رغم أن الشبيبة ارتكن للدفاع ولم تكن له أنياب هجومية فكان جمعه كفيلا بالدفاع وحده .
وحتى عندما قرر البدري الدفع بأسامة حسنى كرأس حربة توقع الجميع أن يخرج بركات البعيد عن مستواه ويلعب حسنى بجوار فضل كرأس حربه ثاني لكن البدري أصر على التقليدية واخرج فضل ونزل حسنى ليستمر الأداء كما هو تقليدي ودون اى تطوير .
وبعقد مقارنه بسيطة بين البدري وجوزيه يتضح الفارق الكبير فالأخير كان مغامرا ويطور أداء فريقه بالتغييرات فالكل يتذكر لقاء الصفاقسى الشهير في نهائي أبطال أفريقيا 2006 حيث كان الفريق يحتاج للفوز فقط فقام جوزيه قبل نهاية الشوط الأول بإخراج اكوتى من منتصف الملعب ودفع بعماد متعب
وفي نصف الشوط الثاني قام بإخراج محمد صديق عندما تأكد من ارتكان للاعبي الصفافس للدفاع ودفع بوائل رياض وأصبح يهاجم بأربعة مهاجمين "متعب وفلافيو وابوتريكة ووائل رياض" أما البدري فلا يحب المغامرة ويخشى الخسارة ويعتمد على التقليدية في التغيرات .
وبالعودة لبداية الموسم الحالي كان الكل يعلم أن الاهلى يعانى نقصا حادا في مركز رأس الحربة بعد إصرار عماد متعب على الرحيل ووجود مهاجمين ليسوا على نفس المستوى أمثال الليبيري فرانسيس الذي لا يعلم احد حتى الآن سر تمسك البدري به رغم إصاباته المتكررة ومستواه الفني والبدني المتواضع وأيضا فضل وأسامة حسنى اللذان عجزا تمام عن سد الفجوة التي تركها متعب ومحمد طلعت قليل الخبرة
وترقب الجميع تعاقد الاهلى مع مهاجم افريقى سوبر يسد العجز الواضح لكن الجميع شاهد كيف ركز البدري ومجلس الإدارة على ضم لاعبين في خط الوسط المكتظ أساسا بالنجوم وترك مركز رأس الحربة بدون تدعيم حقيقي إلا من اللبناني غدار الذي لم يعطيه البدري الفرصة حتى الآن الا لعشر دقائق ولا احد يدرى لماذا؟
ومع بدء المباريات لم يستقر البدري على تشكيل ثابت لمنطقه وسط الملعب وخط الهجوم حتى الآن فتارة يبدأ بحسام عاشور وحسام غالى وتارة أخرى احمد فتحى وتارة أخرى احمد حسن ومحمد شوقي وخط الهجوم حائر بين محمد فضل وأسامة حسنى ومحمد طلعت وجدو وفرانسيس .
وعند البدري لاعبين لا يجلسون على دكه البدلاء حتى لو كانوا فى اقل مستوياتهم الفنية والبدنية فمثلا وابوتريكة في اقل مستوياته الفنية والبدنية منذ ما يقرب من عام كامل رغم هذا يشارك ويحرم لاعبين مثل سيعود وشبانه من الحصول على فرصة إثبات الذات وكذلك احمد فتحي الذى يعانى من تدهور فنى وبدني منذ بداية الموسم وبالأمس بركات كان فى أسوء حالاته ورغم ذلك استمر في الملعب وتأخر نزول احمد حسن صاحب الأداء المتميز والمجهود الفني الوفير .
